الدليل الثاني أخيرية الأمة قال تعالى: * (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله) * (1).
استدل أخوتنا أهل السنة بأدلة منها هذه الآية الكريمة على أن " عدالة الصحابة ثابتة معلومة بتعديل الله لهم واخباره عن طهارتهم فلا يحتاج أحد منهم إلى تعديل " ولذلك قال: المتشددون من أخوتنا أهل السنة أن من ينتقص صحابيا فهو زنديق.
أقول: عندما كنت أبحث في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني ومقدمة محب الدين الخطيب على كتاب العواصم من القواصم وجدت كليهما ينقل هذه الآية الكريمة: * (كنتم خير أمة أخرجت للناس) * (2) عن كتاب الكفاية للخطيب البغدادي للدلالة على عدالة جميع الصحابة، فذهبت أفكر وأعجب فقلت في نفسي: قاتل الله التقليد الأعمى فما علاقة الآية الكريمة بعدالة جميع الصحابة وأين العلاقة بين الآية وبين الحكم بالزندقة على مسلم انتقص صحابيا؟ وخطر في ذهني العلاقة التي كنا نسمعها من آباءنا والناس من حولنا ونحن في أول شبابنا أنهم كانوا يأتون إلى البقرة إذ تحفي ظلفها فيدهنوا بالزيت قرنها وإذا مرضت البقرة الصفراء يضعون المكواة في النار فيكوون الحمراء وذلك من البديع السلبي ومن أغرب ما سمعنا.