عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حين قدم عليه ركب بني تميم فأشار أحدهما بالأقرع بن حابس أخا بني مشاجع وأشار الآخر برجل آخر قال نافع لا احفظ اسمه فقال أبو بكر لعمر ما أردت إلا خلافي قال ما أردت خلافك فارتفعت أصواتهما في ذلك فأنزل الله: * (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم) *... الآية قال ابن الزبير: فما كان عمر يسمع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد هذه الآية حتى يستفهمه ولم يذكر ذلك عن أبيه يعني أبا بكر " (1).
أنظر أخي المسلم في شأن رفع الأصوات فوق صوت النبي تجد أنه يحبط العمل ويؤدي إلى الكفر ويدخل صاحبه في مهاوي الهاوية، هذا كله فيمن لا يقصد سوء الأدب ولا الاستخفاف ولا إيذاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعليه فكيف بمن أساء الأدب عنده واستخف به وآذاه ورفع صوته عند موته وخاصم فوقه ومنعه من الوصية فسلبه حقوق الإيصاء ووصمه بالهجر والهذيان وعصاه متمردا وأولج الأمة في ضلال وظلام.
وعليه يجوز أن نقول حسب العموم الموهوم " الصحابة خيرون وعدول " ولكن يجب التخصيص بالاستثناء المتصل فورا بقولنا: " لا الذين آذوا رسول الله عند موته وهو غاضب عليهم ولم يتوبوا ولم يعترفوا بخطاياهم ولم يرعووا عنها " وهذا واحد من المخصصات التي تخصص العموم الموهوم وإلا فالمخصص لعموم الصحابة لا يكفيه مجلد وإليك التفصيل التالي في مناقشة الرواية (خير الناس قرني).