واستمع لما يرويه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عبد رب الكعبة قال:
(دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة والناس مجتمعون فأتيتهم فجلست إليه فقال كنا مع رسول الله في سفر... إذ نادى منادي رسول الله الصلاة جامعة فاجتمعنا... فقال: تجئ الفتنة... فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر... ومن بايع إمام فليطعه... فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر...
فقلت أنشدك الله أنت سمعت هذا من رسول الله... قال سمعته أذناي ووعاه قلبي فقلت له هذا ابن عمك معاوية بأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا... قال فسكت ساعة ثم قال أطعه في طاعة الله وأعص في معصية الله) (1).
تأمل أخي المسلم فالمقصود هنا المقارنة. حماد يستنثر الأذى من أنفه ومعاوية يستنشق أموال المسلمين ودماءهم فبالله عليك في أي دين وجدت وعلى أي دليل اعتمدت على أن ترفض حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إن جاءك عن طريق حماد بن سلمة فقط لأنه امتخط وتأخذ بما ورد من دينك عن طريق معاوية وعمر بن العاص وغيرهما حتى وإن استنشق معاوية وعمرو أموال المسلمين ودماءهم وأرواحهم لصرفها على الجيش والحرب ضد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والسابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، ولا حول ولا قوة إلا بالله.