الدليل التاسع رسول الله والذين معه قال تعالى: * (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) * (1).
استدل أخوتنا أهل السنة على عدالة الصحابة ودخولهم الجنة ورضى الله عنهم أجمعين، وتبانوا خلفا عن سلف أن * (من في قوله تعالى: * (وعملوا الصالحات - منهم -) * هي بيانية سيقت لبيان الجنس، فتفيد شمول الوعد لجميع الذين معه (صلى الله عليه وآله وسلم) والصحابة كلهم معه، وعليه فالصحابة عدول وكلهم في الجنة والروافض كفرة " حسب الزعم " قال ابن كثير في قوله تعالى: * (ليغيظ بهم الكفار) * ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة (رضي الله عنهم) قال: (لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك) * (2).
أقول: ما زلنا نعلم يقينا أن الصحابة سلفنا ولنا بهم ماض مجيد وأقل ما يقال فيهم أن المهاجرين تركوا المال والولد وأن الأنصار آووا ونصروا فضلا