قول الله ورسوله قال تعالى * (يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا) * (1) نستفيد من هذه الآية الكريمة أنه يحرم على المؤمنين أن يقولوا لمن ألقى إليهم تحية الإسلام أو أظهر الانقياد بكلمة الشهادة التي هي أمارة على الإسلام - لست مؤمنا فإن شكوا أنه يتقي فليتبينوا فإن ظهر صدقه فهو أخو الإسلام قال تعالى: * (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله) * (2) وكذلك نسترشد من هذه الآية الكريمة أن المؤمنين بقلوبهم وألسنتهم أخوة في الدين ويجب عليهم ان يصلحوا بين أي طائفتين منهم عند الشقاق ولا يجوز تكفير أي منهما إلا إذا كان الإمام الشرعي في إحديهما فتكفر الثانية حتى الإفاءة وذلك حكم عام في الشقاق سواء كان لمصلحة دنيوية أو اعتقاد في الدين لأن كليهما مكمن للتشتت والتمزق.
فالتكفير داء في الدنيا والآخرة والإصلاح دواء قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (أيما امرئ قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه) (3) فالحكم المستفاد هنا أنه يحرم التكفير بلا موجب ومن استحل ذلك من أخيه المسلم فإن الكفر يعود إليه.
وبعد ذلك يأتي من لا علم له من أخوتنا أهل السنة - أوله علم ولكنه يغالط - فينتقد بمر الانتقاد ويحلو له القول مشيرا إلى من يوحد الله ويسجد له هذا شيعي والشيعة كفرة حتى وان كان عين المغالط تبصره يصلي ويصوم