الثانية: الناكثون. الثالثة: القاسطون.
الرابعة: المارقون.
وحسبنا ما أخرج مسلم عن علي بن أبي طالب قوله: (والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق) (1).
ولكن أصحاب هذه الفرق عامة ورجالا منهم خاصة لم يكتفوا ببغض علي وسائر آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) - وإن كان بغضهم علامة على النفاق المستكن في قلوبهم وكاشفا لما أبطنوه هذا إن سبق نفاقهم اما الذين لم يسبق لهم ذلك وإنما وقع منهم مؤخرا فأقل ما يبتليهم الله لا أن يعقبهم نفاقا إلى يوم يلقونه - وأنما زادوا عليه فهذا المسعودي يذكر الشحيح عبد الله بن الزبير بأنه:
" عمد إلى من بمكة من بني هاشم فحصرهم في الشعب وجمع لهم خطبا عظيما لو وقعت فيه شرارة من نار لم يسلم من الموت أحد وفي القوم محمد بن الحنفية " وعبد الله بن العباس " فالرواية تذكر وجود ابن عباس مع محمد بن الحنفية ولكن ليس هنا محل ذكرها فلذا ذكرناه بين معكوفين... وذكر... عن مساور بن السائب (أن ابن الزبير خطب أربعين يوما لا يصلى على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: لا يمنعني أن أصلي عليه إلا أن تشمخ رجال بآنافها ".