الجلالين ولم يورد السيوطي في أسباب النزول إلا قصة مارية، وكذلك فعله صاحب تفسير البرهان، واتفق العلماء بكليتهم ضربة واحدة على كلمة واحدة هي أن المرأتين اللتين تظاهرتا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هما حفصة وعائشة وأن التي أفشت سره (صلى الله عليه وآله وسلم) هي حفصة بنت عمر.
فذلكة لقد تآمر أزواج النبي الكريم عليه بما يؤذي الله ورسوله ويغضبهما والمؤمنين مما يدل على صغو القلوب وسوء السريرة - فدوت أصداؤها على أرجاء الجزيرة العربية إلى درجة أن تكلم عنها الشارد والوارد وتدخل بها المؤمن والمنافق وعكف بعض أناسي المدينة المنورة تحت المنبر يبكون إشفاقا من الحدث وينتظرون النتائج وإلى أين تؤول وبعضهم ينكث بالحصى وآلى رسول الله من نسائه شهرا واعتزل على مشربة أم إبراهيم مارية القبطية وشاع بين الناس أن رسول الله طلق نساءه (1) غير أنه لشدة ما تكتم التاريخ على هذا الحدث المستطير لم يصلنا من فوضاه إلا أقل القليل، وفي حينه تدخل القرآن الحكيم يتوعد ويهدد بما لو هدد جبلا لذاب حيث قال: * (وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهيرا) * (2) - والسبب في هذا البركان الذي تطايرت حممه من داخل بيوت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) موجهة إلى قلبه قالوا أنه يعود - إلى أسباب تافهة عزاها بعضهم - إلى قصة