من مكة إلى المدينة هم السابقون الأولون؟ كلا إنما هو التخرص والتأويل المستكره.
وعلى أية حال فإن الآية الكريمة كما تشمل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار كذلك تشمل اللاحقين منهم والتابعين وتابعيهم ونحن معهم ومن يخلفنا إلى يوم القيامة ولكن بشرط الإحسان منا ومنهم كما هو مفهوم الآية الكريمة إذ لا يقال يشترط الإحسان منا ولا يشترط العدل والصدق والإحسان من السابقين الأولين.
والصحيح الذي لا ريب فيه ان هناك ثلاث هجرات للمهاجرين وثلاث مراحل للأنصار واليك التفصيل التالي:
الهجرة الأولى إلى الحبشة ذكر ابن الأثير وغيره واللفظ له قال: " لما رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما يصيب أصحابه من البلاء... وأنه لا يقدر على أن يمنعهم قال:
لو خرجتم على أرض الحبشة فإن فيها ملكا لا يظلم أحد عنده... فخرج المسلمون إلى أرض الحبشة... فكانت أول هجرة في الإسلام... تمام عشرة رجال وقيل أحد عشر رجلا وأربع نسوة وكان مسيرهم في رجب سنة خمس من النبوة... فأقاموا شعبان وشهر رمضان وقدموا في شوال سنة خمس من النبوة " بسبب خبر كاذب أوهم " أن قريش أسلمت.. فلم يدخل أحد منهم إلا بجوار أو مستخفيا.. وأقام المسلمون بمكة يؤذون فلما رأوا ذلك رجعوا مهاجرين إلى الحبشة ثانيا فخرج جعفر بن أبي طالب وتتابع المسلمون إلى الحبشة فكمل بها