الشدة على الكفار في حال السلم والمعاهدة بأن نعتدي على الذمي والمسالم فنظلمهم ونضيق عليهم ونسلبهم حقوقهم؟ - وهذا ما لا يقول به مسلم ولا يقبله منطق الإسلام - أم الشدة على الكفار في النفير الذي يقرع القلوب في ساحات القتال عند اصتكاك الأسنة وحمي الوطيس؟
وا عجباه فإذا كان الشدة على الكفار لا تكون إلا في ساحات المنايا فلا لوم ولا تثريب إن قلنا إن أغلب الصحابة منهزمون وليس المنهزمون بأشداء على الكفار.
المثال الثاني ليس كل الصحابة مؤمنين يبتغون فضلا من الله ورضوانا وان كانوا ركعا سجدا وذلك بإجماع الأمة حيث يوجد فيهم المنافقون والشكاكون والمؤلفة قلوبهم وضعفاء الإيمان وهؤلاء كلهم كانوا يصلون في الظاهر مثل المؤمنين حقا حفاظا منهم على أنفسهم من خطر الافتضاح لا إيمانا بنبوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا ابتغاء لرضوان الله، ولا أفضل من الأدلة التالية:
1 - قال تعالى: * (وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم) * (1) وكانوا إذا خلوا بأنفسهم عضوا على رسول الله والمؤمنين الأنامل من الغيظ على رغم أن مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يضيق بهم والكثير منهم غزاة في الكثير من المشاهد.
2 - ولربما كانت أعدادهم لا تقل عن نصف الصحابة بدليل ما رواه مسلم والبخاري واللفظ للأول: أن أنسا " ر " قال: (قيل للنبي (صلى الله عليه