الخروج على الامام ولا ضرب أعناق أصحابه فكل واحد من الفعلين كفر أو يؤول إلى الكفر حسب وجهات النظر كما سيأتي ذلك مبحوثا في ما بعد إن شاء الله ومنها قتلة عمار بن ياسر وقد تواتر ذلك عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نختار منه ما رواه البخاري أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) (1).
أخي المسلم بعد أن فهمت هذا كله فحري بك أن تعجب من أخوتنا أهل السنة فإنهم اعتذروا لمعاوية بما لم يعتذر هو به لنفسه فقالوا: إن معاوية اجتهد فأخطأ وله أجر الاجتهاد وهو معذور ومغفور له وله الجنة ورضي الله عنه وأرضاه، واليك عزيزي القارئ في ما يلي قليلا من الإيضاح:
1 - لا نريد هنا ان نتعرض للاجتهاد والأسس التي يقوم عليها وظروفه وشروطه وشخصية المجتهد ومتى يبلغ رتبة الاجتهاد غير أنني أقول: إن حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (ويح عمار تقتله الفئة الباغية) محفوظ لدى عامة الصحابة ومنهم معاوية ومشهور لدى المسلمين كشهرة المعلقات السبع - على جدار الكعبة - عند العرب فلو كان عند معاوية اجتهاد في الدين أو متى يجوز في الدين الخروج على علي أمير المؤمنين أو على الأقل لو كان عنده ضمير قريب من الرقابة لارعوى بمجرد أن وجد عمار والمهاجرون والأنصار في جيش أمير المؤمنين.
2 - لما دق في أذن معاوية ناقوس عمرو بن العاص فأخبره أن عمار قتل وقص عليه الحديث قال له معاوية: (أسكت أ نحن قتلناه؟ - استفهام استنكاري - إنما قتله من جاؤوا به فألقوه بين رماحنا - فصار من عسكر معاوية، - إنما قتل