علميا في كتابه.
وكذا المرحوم السباعي يرى أن رائده العلم والمنطق في رده على كتاب أضواء على السنة للشيخ أبي ريا، وعلى التحقيق الذي ادعاه الرجلان ولمسناه ويحسه كل من له إلمام من أصحاب الشأن أن هناك أربع فوارق هامة بينهما:
الفارق الأول إن المرحوم السباعي يريد أن يرد على خصمه بأسلوب علمي لولا خبيئة من الحدة تغمر صفحة ذهنه فيظهر أثرها على قلمه فيشطح بالشتم والسباب مما يقوض التحقيق العلمي فينشط الجدل إلى درجة مماحكات لفظية أقرب منها إلى كونها حقيقية باعتبار أن الدفاع عند السباعي نتيجة صادقة لمقدمة صادقة - حسب اعتقاده - أو مسلمة تقوم على أساس عدالة الصحابة فيجب أن نعصمهم عن تعمد الكذب فلو آمنا أن البعض منهم يتمرد على هذه المسلمة فالدين هالك، ولذا من اعتقد من المسلمين أن صحابيا قد يكذب عامدا فهو على شفا حفرة من الخروج عن الإسلام بل يريد هدم الإسلام وتكفير المسلمين.
قلت: ومن ثمرات هذا الاعتقاد أن الصحابة بأعدادهم التي تقدر (ب 124) ألف فإنهم يسهون وينسون كما أن رسول الله يسهو وينسى - حسب عقيدة أخوتنا أهل السنة - ولا ينطقون عامدين إلا بالصدق فلا ميلا ولا هوى كما أن رسول الله ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى وإلا فتنهدم الشريعة، وكأن السنة المطهرة لا يرويها من الصحابة إلا أبو هريرة