الرافضي الذي يسب الصحابة ليس له في مال الفئ نصيب لعدم اتصافه بما مدح الله به هؤلاء في قولهم: * (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا) * (1).
وهكذا فالصحابة عدول والرافضة لا نصيب لهم بمال الفئ كما عند مالك (ولا شفعة لهم لأنه لا شفعة إلا لمسلم) (2) كما عند عبد الله بن إدريس أحد أئمة الكوفة.
أخي المسلم لاحظ الآيات محل البحث تجد أن الله قسم المؤمنين ثلاثة أقسام ففي الآية الأولى وصف المهاجرين بالصدق وفي الثانية وصف الأنصار بالفلاح وفي الثالثة وصف الذين جاءوا من بعدهم بالاستغفار للذين سبقوهم داعين الله أن يرفع الغل من قلوبهم أو يجعل قلوبهم على طهارتها لا تشاب بالغل والحسد، وهذا لا يعني أن الصحابة بأجمعهم مهاجرون وأنصار ولا يعني أن الذين جاءوا من بعدهم كلهم مستغفرون وداعون أو كلهم صحابة إذ ليس كل الجائين مستغفرين وليس كل المستغفرين صحابة بناء على أن الجائين من بعدهم هم الذين اتبعوهم بإحسان إلى يوم القيامة.
المهاجرون على أن المهاجرين والأنصار ومن بعدهم الذين هم محل المدح، فالآيات الكريمة لا تشملهم إلا على سبيل الغالب وبتعبير أدق لا تشمل إلا المحسنين منهم، وإلا فمن المهاجرين من أسلم وآمن حسب الظاهر وهاجر ائتمنه