الصحابة من الطراز الأول المؤمنون ونقصد هنا الصحابة الذين احتوت قلوبهم شرف التصديق برسول الله والإذعان بالإيمان، إلا أنه لما كان إيمان الملائكة لا يزيد ولا ينقص وإيمان الأنبياء يزيد ولا ينقص وإيمان المؤمن بهم يزيد وينقص كما هو رأي الكثير من الأشاعرة، وعليه فأصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المؤمنون منهم على مراتب حيث نعتهم الله بنعوت كثيرة من خلال آيات كثيرة متفرقة من القرآن الحكيم.
ومما نلحظه في كلام الله العلي العظيم أنه كما يذكر لهم صفات حميدة تستحق الوعد كذلك يثبت عليهم في مقابله صفات مذمومة تستحق الوعيد في أكثرها وفي أكثر الأحيان، وإليك أخي المسلم التقسيم التالي نودع فيه بعض الصفات وما يقابلها بقطع النظر عن كون هذا القسم قسما من ذاك أو قسيما له وإلا فالنظر من هذه الجهة يحكم على التقسيم بالخطأ، غير أننا نقصد أن نجري على ما جرى عليه القرآن الحكيم من ذكر صفات المؤمنين منثورة وأخرى تقابلها مما يوجب التريث والتثبت في الحكم لهم وعليهم وهناك تظهر زلة القدم وزلل القول.
1 - المؤمنون حقا قال تعالى: * (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون * الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون *