التحدي إلا شيمي وأخلاقي ولأن الرد خطير والرهان رهان عمائم.
وبعد الحوار الذي هو أقرب إلى كونه صبياني تفرقنا، ولما دخلت بيتي وأخذت مضجعي أدركتني بركة الشيخ فاستفدت كثيرا غير أنها من نوع سلبي ونتيجة عكسية حيث قررت أن لا أموت إلا شيعيا على طريق آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلمت بأن الشيخ مأسور الفكر والدراسة وأدركت أن كثيرا ما يوجد في العالم الإسلامي من عالم بلا علم وعمامة بلا معمم وأيقنت أن طلب العلم للعلم هو غيره عن طلب العلم للوظيفة والاكتساب.
11 - طبيب مراوغ ومريض صوري باعتبار أن النخوة والحمية والغيرة على الدين من المآثر الحميدة بين المسلمين اجتمع بعض الأخوة المحبين واقتادوني إلى شيخ هو من أعاظم مشايخ المنطقة فرحب بنا وأكرمنا، ولما استقر بنا المجلس أظهرت شكواي بأنني مريض وهو طبيب، وكلمه أصحابي في هذا الشأن فضرب صفحا وشرع يتحدث عن قضايا لا تمت لقضيتي بصلة لا في اللفظ ولا في المعنى، ولما طال الكلام نظر أحد أصحابي إلى الآخر فذكروا الشيخ بقضيتي فقال لهم " الشيعي خير من الشيوعي " وسكت فانصرفنا عن سراب الشيخ عطاشى.
وكان ذلك الشيخ ذكي وبعيدة مراميه فلا أدري هل قصد بكلامه " أن الإيمان خير من الكفر؟ " أم قصد مثلما صرح ابن تيمية حيث قال: " أقرب الملاحدة إلى الإسلام محي الدين بن عربي " وما ذاك إلا لأنه فرق بين الثبوت والوجود وبعبارة أوضح: " أن العالم قديم بالزمن حادث بالذات " وهذه التفرقة حدت بابن تيمية أن يعطي ابن عربي ذلك القرب.