الدليل الثالث وسطية الأمة وشهادتها قال تعالى: * (كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) * (1).
استدل أخوتنا أهل السنة بهذه الآية الكريمة على عدالة الصحابة بأجمعهم وانطلاقا من هذا المنظار وعملا بشمول التطبيق أصبح الصحابة قاعدة مستثناة دون المسلمين إلى يوم القيامة لانخرام شرط علم الرجال من جرح وتعديل لأن الله عدل جميعهم " حسب الزعم ".
ولما كان الكثير من الصحابة تمرد على تعديله له بتلبسه ثوب الفواحش والبغي والموبقات مما يمزق ثوب التقوى والعدالة - هرع أخوتنا أهل السنة مستجيرين بدعاوى الاجتهاد فمنحوا هذه الرتبة لكل صحابي حتى وإن بلغت أعدادهم (124) ألف صحابي مجتهد حسب إحصائيات أبي زرعة الرازي، ثم تسارعوا إلى إقفال باب الاجتهاد مؤخرا إقفالا محكما فلا يحوز للمسلم أن يجتهد مهما بلغ علمه وإنما واجبه التقليد لأحد المذاهب الأربعة، وكل من يتحرر من تقليد أحدها فهو لا مذهبي " واللامذهبة قنطرة اللادينية " كما صرح به بعضهم، والويل والثبور لمن يجتهد من الأمة وبخاصة إن اعترف بأن صحابيا زل أو غلط أو أجرم وهكذا دواليك.
أقول أخطأ الرماة الهدف باعتبار أن هذه الآية الكريمة كسابقتها عامة في أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى يوم القيامة كما أخرج البخاري عن أبي