وعندما دخلت بيتي أحسست بقلبي ينثلج بذكر آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ويبتعد عن غيرهم إلى درجة أن نفسي أصبحت تتخيل أن أعظم دليلا على صحة التشيع وخطأ غيره هو عجز علماء محافظة كاملة عن إقناعي ولو بحديث واحد يصيب الهدف إلا بعض مراوغات وشائعات سبرنا أغوارها فلم نجد لها واقعا من الواقع والحمد لله.
12 - فصل الأحكام بالإلهام ذكر لي بعض الاخوة أن هنالك شيخا عالم بالظاهر والباطن " أي بالشريعة والاستجلاء الباطني " وأنه يصلح أن يكون طبيبا ويجب أن تعرض نفسك عليه، فلم يزل بي حتى أقنعني فنهضنا نلتمس منه العلم والاستشفاء فأكرمنا ورحب بنا ثم عرضت نفسي عليه وطلبت منه العلاج الناجع وقلت له: أنني على مفترق الطرق واضع قدمي على مثل حجر عثرة حادة الانزلاق، ولئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم..
وكلام من هذا القبيل.
وكلمه صاحبي ثم صمتنا ننتظر الجواب فشرع الشيخ يتكلم بكلام في الربع الخالي وقضيتي في مكة المكرمة وكلما يزيد في الكلام أكثر يبعد عن الغرض أكثر ونحن على حين غرة والشيخ يتكلم وإذا به يغمض بقية عينه ويهدر قائلا: " آه... الآن جاءتني الهامة! لقد رأيت الآن رسول الله وأبا بكر وعمر وعثمان وعليا ومعاوية جالسين تحت العرش على كراسي من نور لا خلاف بينهم ".
وفي حينها شعرت وكأن قلبي ينصفق على أضلعي فقلت في نفسي: وأين