الحديث الثالث جماعة من الصحابة روى البخاري ومسلم وغيرهما واللفظ للأول: ان انسا قال (قيل للنبي (صلى الله عليه وسلم) لو أتيت عبد الله بن أبي. فانطلق إليه النبي (صلى الله عليه وسلم) وركب حمارا فانطلق المسلمون يمشون معه وهي أرض سبخة فلما أتاه النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: إليك عني والله لقد آذاني نتن حمارك. فقال رجل من الأنصار منهم: والله لحمار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أطيب ريحا منك فغضب لعبد الله رجل من قومه فشتمه فغضب لكل منهما أصحابه فكان بينهما ضرب بالجريد والأيدي والنعال فبلغنا أنها نزلت * (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) *.
تأمل أخي المسلم في هذا الحديث ثم تعالى معي نتحاور حوله بما يلي:
1 - يجب أن نعلم - ونعمل بحجية العلم - أن الطائفة التي قاتلت دون رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هي طائفة الايمان وأن التي قاتلت دون عبد الله بن أبي بن سلول بالجريد والأيدي والنعال ضد رسول الله والمؤمنين هي طائفة النفاق.
2 - أن العلم يقسم إلى تصور وتصديق والتصديق يقسم إلى نظري وضروري والضروري هو البديهي الذي لا يحتاج معه إلى أعمال نظر وإنما يتعلق بوقوع النسبة أو لا وقوعها مباشرة غير أن الذهن الغافل يخفى عليه