الدليل الثامن المهاجرون والأنصار قال تعالى: * (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون * والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون * والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم) * (1).
استدل أخوتنا أهل السنة على عدالة الصحابة ورضى الله عنهم أجمعين بتلك الآيات المحكمات، وفسر ابن كثير قوله تعالى: * (أولئك هم الصادقون) * أي هؤلاء الذين صدقوا قولهم بفعلهم وهؤلاء هم سادات قريش وقوله تعالى:
* (تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم) * أي سكنوا دار الهجرة من قبل المهاجرين وآمنوا قبل كثير منهم وقوله تعالى: * (فأولئك هم المفلحون) * أي من سلم من الشح فقد أفلح وأنجح وقوله تعالى - في حكاية الذين جاؤوا من بعدهم - * (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين أمنوا) * فسرها بقوله تعالى في سورة التوبة: * (والذين اتبعوهم بإحسان) *.
ويا ليتك كنت مع ابن كثير وهو يفسر بآخر الآيات محل البحث لترى أثر البهجة على وجهه وهو ينقل عن مالك بن أنس مؤسس المذهب المالكي قوله: (والأنصار ما استنبط الإمام مالك رحمه الله من هذه الآيات الكريمة أن