من جديد " وتم ذلك في سنة ثلاث وسبعين.
كارثة غلام ثقيف ومبيرها 14 - وفي القرن الذي هو خير القرون، المسلمون إما ناكثون كما صنع طلحة والزبير وعائشة مما تولد عنه كارثة حرب الجمل التي ذهب ضحيتها ثلاثون ألف نفس سالت على حد السيوف وأسنة الرماح.
وإما قاسطون كما صنع معاوية وعمرو بن العاص مما نتج عنه كارثة حرب صفين التي ذهب ضحيتها سبعون ألف مسلم.
وإما مارقون كما اعتقد الخوارج مما تسبب عنه كارثة حرب النهروان.
ونستطيع أن نقسم العالم الإسلامي آنذاك إلى قسمين، إما: مع إمامة علي (عليه السلام) خليفة الله في الأرض ولكنهم عاصون متمردون، وإما: مع باطل غيره خاضعون مطيعون ويشهد لذلك ما جاء عن الحسن حيث قال:
سمعت عليا على المنبر يقول: اللهم إئتمنتهم فخانوني ونصحتهم فغشوني اللهم سلط عليهم غلام ثقيف يحكم بدمائهم وأموالهم بحكم الجاهلية فوصفه وهو يقول: (الزيال مفجر الأنهار يأكل خضرتها ويلبس فروتها.
قال الحسن: هذه والله صفة الحجاج) (1).
وبالفعل نهض فرعون الأمة عبد الملك بن مروان بن الحكم فسلط مبير ثقيف وحجاجها على ألوف الصحابة وخيار التابعين ففتك بهم قتلا وطردا وتشريدا فأصبحوا بين القتل والسجن والدموع والدمار يقتلهم بسيف من