ومن المعلوم أن رسول الله توفى في سنة 11 ه 13 ربيع الأول على المشهور وفاقا بينهم كما في الاستيعاب والكامل والطبقات ونور اليقين للخضري وغيرها.
وعليه فالمدة الزمنية من وقعة خيبر إلى وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تتسع لثلاث سنين وستة أشهر وهذا أقصى ما يمكن من التوفيق بين الأدلة هنا، وتظهر فائدته بأن أبا هريرة أخبر عن ثلاثة سنين وسكن عما زاد من الشهور، أما لو رجحنا بأن غزوة خيبر كانت في شهر صفر كما هو المشهور الراجح عند العامة تكون صحبته أكثر من أربع سنين، وعليه فالمصيبة أعظم لأن أخباره في الصحاح عن صحبة ثلاث سنين لا يتطابق مع قولهم، ولو افترضنا أن الحق معهم فمعنى ذلك أن الواقع يكذب أبا هريرة عند الله، وعندئذ لا يشفع له قول الأصوليين العدد لا مفهوم له، وهيهات أن ينقص من مدة صحبته لأنه ينتقص بكثرة الحديث مع قصر الصحبة، هذا كله تنزيلا منا على أخبارهم رغم اضطرابهم وغيره من تناقض وتخليط، وإلا فكل ذلك خطأ، ويجب على أخوتنا أهل السنة وعلى أبي هريرة نفسه أن لا يقول صحبت رسول الله ثلاث أو أربع سنين لأن هذه المدة هي فترة إسلامه لا صحبته كما سيأتي قريبا إن شاء الله.
صحبته وسماعه ذكرنا آنفا أن أبا هريرة التحق برسول الله مهاجرا سنة سبع من مهاجره قبل تقسيم غنائم خيبر " في آخر شهر رمضان حسب رواية أبي سعيد الخدري " وإن كان القول بوقوع الغزوة في شهر رمضان مرجوحا عند العامة.