وهكذا بح صوت أبي هريرة بالنداء بالباطل وهو في البحرين لا علم له ولا خبر ونعوذ بالله من سوء الخاتمة.
المحكمة الثالثة قد صرحت الأحاديث الواردة في شأن هذا الحدث الهام: أن رسول الله بعث عليا لوحده كما أمره جبريل إلا أن أبا هريرة اختلق بعثا مع علي ليوهم تواجده في ذلك البعث إذ لا يستطيع الإدعاء بأنه كان ثاني اثنين مع علي عندما بعثه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أهل مكة لإبلاغ آيات براءة وعزل أبي بكر عن التبليغ والأمرة.
المحكمة الرابعة أخرج البخاري بسنده عن مسعود بن عقبة قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " إذا لم تستح فاصنع ما شئت " (1).
وبالفعل المؤكد أن أبا هريرة نسى أو تناسى ما قاله أولا: " كنت بالبعث الذين بعثهم رسول الله مع علي " وإذ به يتحدث أنه كان مع الحجيج وبصحبة أبي بكر وأنه نادى بآيات براءة بأمره وببعث منه (أي من أبي بكر) وأن عليا أردف به في وقت متأخر فأذن معهم.
أخرج البخاري بسنده عن حميد بن عبد الرحمن " أن أبا هريرة (رضي الله عنه) قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان " (2).