الدليل الرابع رضى الله وبيعة الشجرة قال تعالى: * (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة) * (1).
استدل أخوتنا أهل السنة بهذه الآية الكريمة على عدالة الصحابة ورضى الله عنهم. والواقع أن هذا الاستدلال خداج من حيث الشمول فالآية الكريمة لم تشمل جميعهم وإنما هي خاصة بأهل بيعة الرضوان الذين بايعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تحت الشجرة بأرض الحديبية على الموت الأحمر أو على أن لا يفروا، وقع ذلك في عام 6 للهجرة وكان عددهم كما في الصحيحين " 1500 " وفي الصحيحين أيضا أن عددهم " 1400 " وفي البخاري أيضا " 1300 " (2) ونقل ابن كثير في تفسيره عن العوفي أنهم " 1525 " ونقل صاحب تفسير الميزان في بعض الروايات انهم " 1800 " وذكر ابن هشام في سيرته رواية ابن إسحاق في باب أمر الحديبية أنهم " 700 " غير أن ابن كثير في تفسيره عد ذلك من أوهام ابن إسحاق.
وبإجماع المسلمين أن رضى الله ومنه وكرمه في هذه الآية مقصور على أهل بيعة الرضوان دون غيرهم على أن الشيعة يدينون بأن سبل العدالة ورضى الله مفتحة أبوابها أمام عشرات الألوف من الصحابة، ابتداء من أصغرهم سنا مثل الحسن والحسين أبناء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)