طعنوا في إسناده.
الجهة الثانية: أن هناك من الأدلة ما ينسف سور هذا الحديث المختلف في متنه والمختلف في رجاله، ويقتلع عموم استغراقه أو مجموعه فتهوي به رياح الحق في مكان سحيق، وإليك غيض من فيضها يتضمن ثلاث عينات من عجيبة الاختيار:
العينة الأولى الوليد بن عقبة بعث الرسول الوليد بن عقبة بن أبي معيط الأموي إلى بني المصطلق يجمع صدقاتهم فلما دنا منهم خرج له عشرون رجلا يتلقونه بالجزور والغنم فرحا به فلما رآهم ولى راجعا إلى المدينة فكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلا: " أنهم ارتدوا ومنعوني الصدقة فبعث رسول الله إليهم خالد بن الوليد على رأس سرية فلما دنا منهم بعث عيونا ليلا فإذا هم ينادون الصلاة ويصلون فلم ير خالد منهم إلا طاعة وخيرا " (1).
وفي رواية ابن سعد " أن بني المصطلق سمعوا أن رسول الله يهم أن يبعث لهم من يغزوهم فقدموا على رسول الله فأخبروه الخبر " (2).
فأنزل الله في شأن الوليد قرآنا يتلى إلى يوم القيامة سماه فيه فاسقا قال تعالى: * (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة...) * (3) الآية وقال ابن عبد البر: لا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن أنها نزلت