لأنهم لا يجدون شفيعا لهم ولا نصيرا من سوء أعمالهم، ومنها ما يذكر فيها الجزاء على ذرة العمل، ومنها ما يذكر الله فيها حبط الأعمال وهكذا إلى آخر ما نصه الله تعالى من آيات العمل.
فهل يجوز لنا أن نحكم بنجاة ثلاثة أجيال معتلين بحديث الرؤية المكذوب متنا وسندا ضاربين صفحا عن مئات الآيات التي تطلب العمل ولا تقيم وزنا لمجرد الرؤية بل ولا تذكرها وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أين المفر من آية الإنذار وإذا كانت أحاديث الرؤية من الحقيقة في شئ فما هي القيمة التي تبقى لآية الإنذار وحديث الصحيحين واللفظ للبخاري بسنده عن أبي هريرة قال:
(قام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حين أنزل الله: * (وأنذر عشيرتك الأقربين) * قال يا معشر قريش أو كلمة نحوها اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا ويا فاطمة بنت محمد سليني ما شئت من مالي لا أغني عنك من الله شيئا) (1) ومعنى اشتروا أنفسكم أي أنقذوها من النار بالإيمان والعمل الصالح لا مجرد رؤية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
وعلى أية حال فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنذر عشيرته الأقربين، وهم بنو هاشم وبنو المطلب كما في تفسير الجلالين، ثم كان بعد هذا والله أعلم دعاءه الناس جهرة على الصفا وانذاره لبطون قريش عموما