العقل فيما يدركه ولا يلتئم مع أحكام الشارع الأقدس الذي لا يرفع القلم إلا عمن لا يدرك وفيما لا يدرك وعليه فالآية الكريمة تنفي عذاب الاستئصال الدنيوي قبل الإنذار بدليل ما يتلوها من قول الله: * (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) * (1).
الاحتمال الرابع وإن كان المقصود باختلاق حديث تزوجت إليه وتزوج إلي خصوص الخلفاء الأربعة حيث تزوج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أبي بكر بابنته السيدة عائشة، وتزوج إلى عمر بن الخطاب بابنته حفصة، وتزوج علي إلى رسول الله بابنته سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء، وتزوج عثمان بن عفان إلى رسول الله بابنتيه - مجازا - رقية وزينب - على خلاف قول الجمهور أم كلثوم بدلا من زينب - فعموم الحديث يأبى المراد حيث لا تخصيص بلا مخصص ولا مخصص هناك.
على أن هناك شك - بأبوة رسول الله من زينب ورقية وأم كلثوم - يساور قلوب الباحثين ويعتلج بها، ولعل جذوره تمتد في التاريخ إلى أعماق القرن الأول، ولا سبيل للخروج منه إلا لمن تقولب بقالب الأفكار المعلبة.
ويجدر بنا أن نتجاوز تكميم الأفواه معتمدين كلام أبي القاسم الكوفي في كتابه الاستغاثة غير ملتزمين نصه بالحرف باعتبار أن النسخة التي بين أيدينا خالية من التحقيق والتنقيح وفي ما يلي توضيح ما عتمه التاريخ وتكتم عليه المؤرخون من الجمهور: