الزوجة الأولى:
هي: خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو الجد الرابع لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكانت أسن من رسول الله بخمس عشرة سنة.
وكانت تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها وتدفعه إليهم مضاربة، وكانت قريش تجارا، فلما بلغها عن رسول الله من صدق حديثه وعظم أمانته وأنه يلقب بالصادق الأمين أرسلت إليه تسأله الخروج إلى الشام في تجارتها مع غلامها ميسرة ووعدته أن تعطيه ضعف ما تعطي غيره ففعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وخرج إلى سوق بصرى فباع سلعته واشترى غيرها وقدم بها فربحت ضعف ما كانت تربح فأضعفت لرسول الله ضعف ما سمت له.
وقد أعلمها غلامها ميسرة بأن راهبا أشار إلى نبوة محمد وأن الغمام يظله وأنه صادق وأمين ثم أرسلت خديجة إلى رسول الله امرأة اسمها نفسية دسيسا تعرض عليه نكاحها ففعل (صلى الله عليه وآله وسلم) فأنجبت له (صلى الله عليه وآله وسلم) أولادا ذكورا منهم القاسم وعبد الله وفاطمة الزهراء، وأما بقية نسائه على كثرتهن لم يلدن له قط، وأما مارية القبطية أنجبت له إبراهيم (عليه السلام) غير أنها ليس من عداد أزواجه لأنها أمة مملوكة له (صلى الله عليه وآله وسلم) وسنفرد لها ترجمة إن شاء الله.
وأخيرا نخلص إلى القول الذي سيقت له ترجمة أم المؤمنين خديجة الكبرى وهو أن الذي تولى عقد زواج رسول الله منها هو عمها عمرو بن أسد وقيل أخوها عمرو بن خويلد باعتبار أن أباها كان قد هلك قبل حرب الفجار