تنبيهان:
الأول: أن الحديث الحسن هو في درجة دون الصحيح فوق الضعيف باعتبار أن رجال سنده أو بعضهم إما مجاهيل ومستورون وإما ثقات غير أنهم سيئوا الأداء والحفظ والإتقان وكثيرو الغفلة والخطأ والنسيان وعليه فالحديث الحسن لا يقرر علما بل ولا عملا إن لم يتابع عليه بل إن الحديث الصحيح الآحادي وهو الذي لم يبلغ حد التواتر فإنه لا يقرر عقيدة إجماعا فضلا عن الحديث الحسن.
الثاني: إذا اختلف علماء الرجال في رجال السند فجرح بعضهم زيدا وعدله آخرون يقدم الجرح على التعديل وهذا هو الصحيح الذي عليه الجمهور وكما جاء في التدريب على التقريب ما ملخصه إذا اجتمع في الراوي جرح مفسر وتعديل فالجرح مقدم ولو زاد عدد المعدل... لأن مع الجارح زيادة علم لم يطلع عليها المعدل، ولأنه مصدق للمعدل فيما أخبر به من ظاهر حاله إلا أنه يخبر عن أمر باطن خفي عنه، وقيد الفقهاء ذلك بما لم يقل المعدل عرفت السبب الذي ذكره الجارح ولكنه تاب وحسنت حاله فإنه حينئذ يقدم المعدل (1).
سؤال حي والجواب ميت في الحقيقة لا نريد أن نقول: كيف سمحتم لأنفسكم قديما وحديثا بالاحتجاج في الأحاديث الضعيفة والموضوعة ولقنتموها جهالكم حتى أصبح