رسول الله فردها إلى بلاده وارتد عن الإسلام وارتدت معه ثم جيئ به أسيرا في حروب الردة إلى أبي بكر فأعلن إسلامه من جديد فأطلق وثاقته فقال لأبي بكر استبقني لحربك وزوجني أختك فزوجه أخته أم فروة انظر ترجمته في الإصابة.
الاحتمال الثالث وإن كان المراد من الحديث المختلق الاحتمال الثالث؟ وهو جملة آباء أزواج رسول الله، إكراما للمصاهرة يتجاوز الله عن عقباتهم الكؤودة حيث لا تثريب عليهم ولا معقب لأقوالهم وما فعلوا، فهذا لا يلتئم مع شمول النص واقعا بدليل أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تزوج مليكة بنت كعب الليثي على القول به بعد أن قتل أبوها على الشرك في فتح مكة المكرمة عندما أبدى مقاومة بالخندمة بمعية صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو وعكرمة بن أبي جهل وغيرهم فقتله خالد بن الوليد، ولما جيئ بها عروسا عيرتها عائشة بأنها تزوجت قاتل أبيها فاستعاذت من رسول الله فطلقها، وقيل دخل بها وماتت عنده انظر ترجمتها تحت عنوان الزوجة الواحدة والعشرين.
وهذه أم المؤمنين خديجة الكبرى بنت خويلد مات أبوها جاهليا عام الفجار، وأهل الفترة غير ناجين إلا الموحدون منهم، فلا يعذر عند الله من أشرك به وهو عاقل بالغ باعتبار أن توحيد صانع الكون تدركه العقول حتى وإن لم يبعث رسولا، ويدل على ذلك إيمان الفتية أصحاب الكهف حيث أدركوا توحيد رب السماوات والأرض بأدنى تأمل قال تعالى: * (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) * (1) ولا مجال للنظر هنا في معنى فتوتهم فتوة أبدان أم إيمان.