الحديث الرابع أبو بكر روى أحمد في المسند انه (أغلظ رجل لأبي بكر... فقال أبو برزة ألا أضرب عنقه؟. قال فانتهره وقال ما هي لأحد بعد رسول الله) (1).
وجه الدلالة في الحديث أنه من سب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو انتقده أو انتقصه ولو هازلا أو تكلم بما يؤول إلى ذلك فإنه يكفر وذلك باجماع المسلمين وأنه من سب صحابيا فلا يكفر ولا يفسق وانما يحرم سب الكثير منهم في الكثير من الموارد هذا كله في غير قربى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولكن المتشددين من أخوتنا أهل السنة أعذروا من أغلظ لأبي بكر وكفروا من صنع مثل صنيعه، ومما يلفت النظر حقا ازدواجية الشيخ أبي زرعة الرازي حيث قال: (إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله فاعلم أنه زنديق... وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة والجرح بهم أولى وهم زنادقة) (2) ثم اتخذ أخوتنا أبناء العامة فتوى أبي زرعة وكأنها آية نزل بها جبريل على قلبه، فيا لها من بلية عمت وأعمت.
ويجدر بنا أن نقول: أخطر الزلل زلات العلماء على رغم أننا نهيب بالشيخ أبي زرعة عن مثل هذه الفتوى اللامسؤولة وليته ألف لنا كتابا صحيحا كما فعل تلميذه مسلم في صحيحه ولم يلته بمثل هذه الإرجافة على