تنبيه اختلف أهل السير والمؤرخون وأصحاب التراجم في الكلابيات التي ترجمنا لهن آنفا وهن فاطمة والعالية وسنا وعمرة على الترتيب فقال بعضهم:
" لم تكن إلا كلابية واحدة ".
واختلفوا في اسمها واسم أبيها تبعا لاختلاف الروايات فقيل هي فاطمة بنت الضحاك وقيل هي العالية بنت ظبيان وقيل هي سنا بنت سفيان وقيل هي عمرة بنت يزيد بن عبيد ثم اختلفوا في السبب الذي طلقها فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تبعا لاختلاف الروايات فقيل استعاذت منه فطلقها وقيل خيرها بين الآخرة والثبات معه وبين الدنيا واللحاق بأهلها فاختارت قومها ففارقها وقيل طلقها لبياض كان بها وقيل كانت إذا خرج رسول الله تطلعت إلى أهل المسجد فشهد عليها أزواجه ففارقها.
وقال بعضهم: " بل كن جميعا ولكل واحدة منهن قصة غير قصة صاحبتها " كما ذكر كل ذلك ابن سعد في الطبقات الكبرى ولقد ترجم ابن حجر في إصابته لكل واحدة منهن على حدا.
أقول: فإن قلنا بعدم التعدد فالخطب هين من جهة الاختلاف في اسمها فقد جرى أوسع من ذلك في مثل أبي هريرة فقد اضطرب في اسمه واسم أبيه على نحو ثلاثين قولا ولا تثريب فإنه معين الذات واللقب فأبو هريرة هو أبو هريرة وإن اختلفنا في اسمه واسم أبيه وإنما الضير في أسماء آبائهن فليس الخلاف في اسمها مع وحدة ذات أبيها. أقصد لو قيل هي فاطمة بنت الضحاك وقيل هي العالية بنت الضحاك وقال آخر هي عمره بنت الضحاك.. عندها يضعف الإشكال وإلا فكيف نحكم أنها كلابية واحدة مع اختلاف اسم الأب والنسب