أصحابه عن انتقاص راوي علمه ووطئ عنقه بنعالهم كل ذلك لم نسمع به عبر التاريخ ولعل المانع خير إن شاء الله!!!.
مدة صحبته زعم بعضهم أن أبا هريرة صحب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أربع سنين وهو خلاف الواقع بدليل أن أبا هريرة نفسه صرح بثلاث سنين كما نقل ابن حجر في الإصابة وأخرج ابن سعد بسنده عنه قال: " صحبت رسول الله ثلاث سنين ما كنت سنوات قط أعقل مني ولا أحب إلي أن أعي ما يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مني فيهن " (1).
وهذا هو المشهور الذي سار عليه جل أخوتنا أهل السنة ورواه البخاري بسنده عنه قال: " صحبت رسول الله ثلاث سنين " (2).
أقول أن المشهور الذي سار عليه الجمهور ورواه البخاري فيه حق وباطل فمن حيث تحديد المدة أو تقديرها بثلاث سنين ابتداء من هجرة أبي هريرة إلى وفاة رسول الله فهو حق، ومن حيث تسميتها صحبة فباطل، إذ من غفلة الغافلين وظلم المتنبهين عدم التفرقة بين أسلم وبين صحب، فقد يسلم الرجل ولم يصحب رسول الله ولا لحظة من زمن كما هو شأن أويس القرني، وقد يصحبه ولم يسلم أو يسلم ولم يؤمن كما هو شأن نقيب المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول، وقد يسلم ويرى رسول الله مرة واحدة رؤية عين فقط وهؤلاء كثيرون، وعلى ضرورة التفرقة والتحقيق فإن أبا هريرة لم يصحب