الحديث التاسع علي بن أبي طالب عليه السلام أخرج مسلم عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال (أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك ان تسب أبا التراب فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم...).
وأخرج عن سهل بن سعد قال: (استعمل على المدينة رجل من آل مروان قال: فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا فأبى سهل فقال له أما إذا أبيت فقل لعن الله أبا تراب فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب وأنه كان ليفرح إذا دعي بها...) (1).
أفاد الحديث الأول ان معاوية كان يأمر الناس بسب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) ويجبر أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المتورعين على سبه صراحة وتقدير الكلام (أمر معاوية سعدا أن يسب أبا التراب فامتنع فقال: ما منعك ان تسبه) بدليل ان فعل الأمر (أمر) متعدي يتطلب مفعولا غير أن الرواة استفظعوا المفعول فحذفوه تخفيفا عن معاوية.
ثم انظر الحديث الثاني تجده أدل دليلا على ما قلناه وأن الولاة كانوا يسبون آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) على منبر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في مسجد محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمدينة المنورة تنفيذا لمرسوم الشتم والسباب المشرع من قبل معاوية.