توفيت لعشرة خلون من شهر رمضان وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين وهي يومئذ بنت خمس وستين سنة.
الزوجة الثانية:
هي: سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن سحل بن عامر بن لؤي وهو الجد الثامن لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أسلمت قديما وأسلم زوجها السكران بن عمرو وخرجا مهاجرين إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ثم قدم السكران مكة ومعه زوجته سودة فتوفى عنها بمكة فلما حلت أرسل إليها رسول الله يخطبها فتزوجها فكانت أول زوجة له بعد خديجة وقد حج رسول الله بنسائه عام حجة الوداع ثم قال: هذه الحجة ثم ظهور الحصر... وكان كل نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يحججن إلا سودة وزينب بنت جحش قالتا: لا تحركنا دابة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن ابن سيرين قال: (قالت سودة حججت واعتمرت فأنا أقر في بيتي كما أمرني الله عز وجل) (1).
توفيت أم المؤمنين سودة في شوال سنة أربع وخمسين في خلافة معاوية، والغرض الذي سيقت له ترجمة أم المؤمنين سودة بنت زمعة هو أن الذي تولى عقد زواجها من رسول الله هو حاطب بن عمرو بن عبد شمس فيكون ابن عم أبيها وقيل سليط بن عمرو وقيل أبوها زوجها وأخوها عبد كان غائبا ولم يسلم حين ذاك.