الحديث الثاني الانتقاص والمواكلة عن أنس عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال (أن الله اختارني واختار لي أصحابا وأصهارا وسيأتي قوم يسبونهم وينتقصونهم فلا تجالسوهم ولا تشاربوهم ولا تواكلوهم ولا تناكحوهم) (1). رواه العقيلي في الضعفاء.
أقول: يجب على أخوتنا أهل السنة عامة والعلماء منهم بخصوصهم، ومن يتقلد مشيخة الأزهر الشريف وفروعه في أرجاء الأرض بأخصهم، أن ينزهوا الشريعة الغراء عن الأساطير والأضاليل ومماحكات الأحكام اللفظية والتي هي أقرب منها إلى كونها حقيقية وأن يربؤوا بأنفسهم عن سفاسف الأحكام والعمل بمثل هذا الحديث المكذوب على رسول الله والذي يرويه العقيلي في الضعفاء وإلا فكيف نكفر الملايين من المسلمين الشيعة على وجه الأرض اعتمادا على حديث مختلق وعملا بمضمونه، والعتب الجميل على ابن حجر الهيتمي حيث نقل هذا الحديث الموضوع في صواعقه محذوف السند ومقطوع الدرجة وما ذاك إلا ليجعله صاعقة في صواعقه يوهم بها عوام العامة ويكفر ملايين المسلمين والمعاذ بالله.
على أن الحديث الصحيح إذا كان أحاديا - وهو ما لم يبلغ حد التواتر - فإنه يوجب العمل ولا يوجب العلم أي الاعتقاد فضلا عن الحديث المختلق (2).