وما ثم إلا شريعة ومقام إحسان " (1).
قلت: التقسيم صحيح غير أنه لا يجدي في الاعتذار لأن الذين تمسكوا بظواهر الإشارات فغابوا في شهودها عن شهوده كالذين غابوا في شهوده عن شهودها حسب التقسيم كلاهما ينسلون إلى قنطرة عندها تزل الاقدام، ويشهد لذلك خبير التصوف وفيلسوف المتصوفة أبو حامد الغزالي في المنفذ من الضلال حيث قال:
" حتى أنهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتا ويقتبسون منهم فوائد ثم يترقى الحال من عالم الصور والأمثال إلى درجات يضيق عنها نطاق النطق فلا يحاول معبر أن يعبر عنها إلا اشتمل لفظه على خطأ صريح لا يمكنه الاحتراز عنه، وعلى الجملة ينتهي الأمر إلى قرب يكاد يتخيل منه طائفة الحلول وطائفة الاتحاد وطائفة الوصول وكل ذلك خطأ " (2).
رفض سعد بن عبادة:
وإن كان المراد بكلمة رافضة الذين رفضوا خلافة الشيخين في عصرهما أو في عصر زيد بن علي زين العابدين كما قيل فهذا سعد بن عبادة الصحابي الجليل هو أول من رفض خلافة أبي بكر وعمر فلم يشهد لهما شورة ولا رأيا ولا جمعة ولا جماعة قال: ابن قتيبة:
" فكان سعد لا يصلي بصلاتهم ولا يجمع بجمعتهم ولا يفيض