الدليل العاشر الإنفاق والقتال قبل الفتح وبعده ومما استدل به أخوتنا أهل السنة على عدالة الصحابة ورضى الله عنهم وأنهم في الجنة هو ما استدل به أبو محمد بن حزم كما في الإصابة قال:
" الصحابة كلهم من أهل الجنة قطعا قال تعالى: * (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى) * (1).
وقال تعالى: * (إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون) * (2).
فثبت ان الجميع من أهل الجنة وأنه لا يدخل أحد منهم النار لأنهم المخاطبون في الآية السابقة " (3).
أقول: لا أدري شيئا عن ابن حزم هذا فإن كان يريد أن يتعامل مع الصحابة بما هم لذاتهم بعيدا عن أي هدف إلا مرمى الحقيقة فعليه أن يدرس واقعهم بعمق ليأخذ منه صورة واقعية غير مبدلة فيحتفظ بها في خزانه المدركات ثم يعمد إلى كتاب الله فيدرس عامه وخاصه ومطلقه ومقيده وواقعه وأسبابه ومناسباته ووجوه نظائره وأي الآيتين أسبق المكية أم المدنية وأي الآيتين - اللتين تنازعتا حدثا واحدا - أسبق الوعد أم الوعيد وأن يدرس محكمه ومتشابهه وخطاب الواحد بلفظ الجمع، وإطلاق الجمع وإرادة الواحد،