الحديث الخامس موصى وموصى به عن عبد الله بن مغفل عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا من بعدي فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ومن آذاهم فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله يوشك أن يأخذه) رواه الترمذي وقال حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه (1).
قلت: لو صحت نسبة الحديث فلا بد وأن يكون الخطاب النبوي موجه إلى فريق من الصحابة مسلمون حاضرون بدليل تاء المضارعة (لا تتخذوهم) التي هي للحاضر المخاطب وبدليل أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) نهى خالد بن الوليد عن سب عبد الرحمن بن عوف:
أخرج مسلم بسنده عن أبي سعيد الخدري قال:
" كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف شئ فسبه خالد فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم أو نصيفه " (2).
وهو كما ترى أخي المسلم أن النهي في روايتي الترمذي ومسلم موجه إلى الصحابة بخصوصهم وباعتبار أننا مضطرون لسحب الحكم على الأجيال عبر التاريخ حسب القاعدة " العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب " إذ يكفينا