والمفروض الثاني أن يكون الحديث المشؤوم - لو لم يكن موضوعا - هذا نصه " يكون في آخر الزمان قوم يسمون الناصبة ينصبون العداء للإسلام فاقتلوهم فإنهم مشركون " وحسبنا الله ونعم الوكيل.
رفض الشيعة الأوائل:
وإن كان المراد من كلمة رافضة اتباع آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الذين التزموا " بالمقروء " أي الكتاب والسنة " والقارئ " أي العترة المطهرة الذين عبر عنهما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالثقلين وتبرؤا من كل تغيير وتبديل مختلف الحديث آمن عرضه ولأجله قام مداحو الملوك وتجار التملق أصحاب الطباع الخسيسة والضمائر الرخيصة بإيجاد حديث الرفض المشؤوم وأمثاله ليستساغ لفراعنة الأمة وطواغيتها الإجهاز على اتباع آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وبالفعل قد حدث ذلك، فراجع تاريخ أبناء النبوة واتباعهم مثل حجر بن عدي ورشيد الهجري وميثم الثمار وجورية ابن مسهر وكميل بن زياد وقنبر وغيرهم من الصالحين.
فأنت لا تكاد ترى شيعة علي بن أبي طالب إلا وهم يتلقون أشد أنواع العذاب فتارة بالتنكيل والاضطهاد وتارة بقطع الألسن من القفى وأخرى بالقتل والتشريد ورابعة بقطع الأيدي وسمل الأعين وخامسة بالصلب على جذوع النخل وما إلى غير ذلك، والجناية تعود إلى مثل حديث الرفض المشؤوم وما شاكله بالنص أو المفهوم، وصبر جميل والله المستعان على ما تصفون.