مأبور ومارية:
1 - أتهم مأبور بقريبته مارية أمة رسول الله وأم ولده إبراهيم (عليه السلام) ولقد ترجم له ابن حجر في الإصابة حيث قال: (مأبور) بموحدة خفيفة مضمومة وواو ساكنة ثم راء مهملة القبطي الخصي قريب مارية... ولا ينافي ذلك نعته في الروايات بأنه قريبها أو نسيبها أو ابن عمها لاحتمال أنه أخوها لأمها والله أعلم، وهو قريب مارية أم ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)...) - قدم معها من مصر قال حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ابن مالك: أن رجلا كان يتهم بأم ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)...) (1).
فأنت كما ترى أن المتهم معروف ولكن المتهم سقط اسمه في بابه البتة، والسبب إما أن يعود للتستر عليه وإما لتكميم الأفواه ولا أعزوه لأكثر من ذلك باعتبار أن مثل هذا الحدث العظيم الذي يمس حرم النبي فلا يمكن أن يسقط اسم مفتعله سهوا.
فلو أردنا الوصول إلى معرفة حكم جنائي عادل، فلا بد لنا أولا من معرفة أركان الجناء - شخص الجاني - ونوع الجناية - وشخص المجني عليه - وعند افتراض مجهولية الجاني نشرح حالات معلوم الأركان لاقتناص مجهولها، فكما في علم الرياضيات توضح المعادلات على أساس المعلوم منها لمعرفة المجهول كذلك في علم القوانين السماوية منها والوضعية يستدل المشرع بالمعلوم على المجهول عن طريق الدراسة المتقنة والملاحظات الدقية القائمة على أساس السبر والتقسيم الذين يقوم بهما القاضي الجنائي في حقل التجارب المتكون من أحوال نوع الجناية وشخص المجني عليه وإليك