الخضري ليس عليك مضمضة والاستنشاق لأنهما من الجوف ولكن يرده وجوب ارتكاب التأويل في هذه الأخبار بحملها على عدم كونهما من الأجزاء الواجبة بشهادة غيرها من الروايات المعتبرة المعمول بها عند الأصحاب مثل موثقة أبي بصير قال سئلت أبا عبد الله (ع) عنهما فقال هما من الوضوء فان نسيتهما فلا تعد وفي رواية سماعة قال سئلته عنهما قال هما من السنة فان نسيتهما لم يكن عليك إعادة وفي رواية قرب الإسناد عن علي بن جعفر عن أخيه موسى (ع) انه سئله عن المضمضة والاستنشاق قال ليس بواجب وان تركهما لم يعد لأجلهما الصلاة وظاهر هذه الرواية كصريح ما تقدمها كونهما من الأجزاء المستحبة ومما يدل على استحبابهما مضافا إلى ما تقدم ما في الخصال عن علي (ع) في حديث الأربعمائة قال والمضمضة والاستنشاق سنة وظهور للفم والأنف [الخ] ورواية ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال المضمضة والاستنشاق مما سن رسول الله (ص) ورواية السكوني عن أبي عبد الله (ع) عن ابائه عن النبي صلى الله عليه وعليهم أجمعين قال ليبالغ أحدكم في المضمضة والاستنشاق فإنه غفران لكم ومنفرة للشيطان وينبغي ان يكون المضمضة قبل الاستنشاق للرواية الآتية الحاكية لفعل أمير المؤمنين عليه السلام مقدما للمضمضة على الاستنشاق وقوله (ع) بعد الفراغ من توضأ مثل وضوئي وقال مثل قولي كان له كذا وكذا ينبغي ان يكون كل منهما ثلاث لما روى عن أمالي المفيد الثاني ولد شيخ الطائفة عن أمير المؤمنين (ع) في عهده إلى محمد بن أبي بكر حين ولاه مصر وفيه وانظر إلى الوضوء فإنه من تمام الصلاة تمضمض ثلاث مرات واستنشق ثلاثا إلى أن قال فانى رأيت رسول الله يفعل ذلك وفي مكاتبة علي بن يقطين تمضمض ثلاثا واستنشق ثلاثا الا ان جريها مجرى التقية يوهن الاستشهاد بها بل ينبغي ان يكون كل مرة بكف لكونه اكد في المبالغة المأمور بها وأبلغ في التنظيف المطلوب منهما بل لعله المنساق إلى الذهن من الامر بالتثليث ويؤيده الامر باسباغ الوضوء واستحباب كونه بمد ثم لا يخفى عليك ان هذه الخصوصيات كلها من قبيل تعدد المطلوب إذ لا داعى في تقييد المطلقات في المستحبات بمقيداتها لعدم التنافي بل لا يبعد القول باستحباب المضمضة والاستنشاق مطلقا ولو لغير الوضوء لعدم التنافي بين المطلقات ومقيداتها والله العالم * (والثامنة) * الدعاء بالمأثور عندهما أي المضمضة والاستنشاق يعنى بعد المج والجذب وكذا عند الغسل الوجه وعند غسل بكل واحد من اليدين وعند مسح الرأس وكذا عند مسح الرجلين لما رواه الصدوق مرسلا والكليني عن عبد الرحمن بن كثير والشيخ عن عبد الله بن كثير الهاشمي مولى محمد بن علي عن أبي عبد الله عليه السلام قال بينا أمير المؤمنين عليه السلام ذات يوم جالس مع محمد بن حنفية إذ قال له يا محمد ايتني باناء من ماء أتوضأ للصلاة فاتاه محمد بالماء فأكفاه بيده اليمنى على يده اليسرى ثم قال بسم الله وبالله الحمد لله الذي جعل الماء طهورا ولم يجعله نجسا قال ثم استنجى فقال اللهم حصن فرجى واعفه واستر عورتي وحرمها على النار قال ثم تمضمض فقال اللهم لقني حجتي يوم ألقاك وأطلق لساني بذكرك ثم استنشق فقال اللهم لا تحرم على ريح الجنة واجعلني ممن يشم ريحها وروحها وطيبها قال ثم غسل وجهه فقال اللهم بيض وجهي يوم تسود فيه الوجوه ولا تسود وجهي يوم تبيض فيه الوجوه ثم غسل يده اليمنى فقال اللهم أعطني كتابي بيميني والخلد في الجنان بيساري وحاسبني حسابا يسيرا ثم غسل يده اليسرى فقال اللهم لا تعطني كتابي بشمالي ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي وأعوذ بك من مقطعات النيران ثم مسح رأسه فقال اللهم غشني برحمتك وبركاتك وعفوك ثم مسح رجليه فقال اللهم ثبتني على الصراط يوم تزل فيه الاقدام واجعل سعيي فيما يرضيك عنى ثم رفع رأسه فنظر إلى محمد فقال يا محمد من توضأ مثل وضوئي وقال مثل قولي خلق الله له من كل قطرة ماء ملكا يقدسه ويسبحه ويكبره فيكتب الله له ثواب ذلك إلى يوم القيمة وفي طهارة شيخنا المرتضى [ره] بعد أن ذكر دعاء الرجلين قال وزاد في الفقيه يا ذا الجلال والاكرام وعند الفراغ بقوله الحمد لله رب العالمين * (تكملة) * في الحدائق عن البحار من كتاب الفقه الرضوي قال أيما مؤمن قرء في وضوئه انا أنزلناه في ليلة القدر خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وعنه أيضا من كتاب السيد بن الباقي وكتاب البلد الأمين ان من قرء بعد إسباغ الوضوء انا أنزلناه وقال اللهم إني أسئلك تمام الوضوء وتمام الصلاة وتمام رضوانك و تمام مغفرتك لم تمر بذنب أذنبه الا محقته وعنه أيضا عن كتاب الاختيار قال قال الباقر (ع) من قرء على اثر وضوئه اية الكرسي مرة أعطاه الله ثواب أربعين عاما ورفع له أربعين درجة وزوجه الله تعالى أربعين حوراء وفي طهارة شيخنا المرتضى [ره] عن تفسير الإمام العسكري (ع) المشتمل على ثواب الوضوء انه ان قال في اخر وضوئه أو غسله من الجنابة سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك و أتوب إليك وأشهد أن محمدا عبدك ورسولك وان عليا وليك وخليفتك بعد نبيك وان أولاده خلفائك وأوصيائه تحاتت عنه الذنوب كما يتحات أوراق الأشجار وخلق الله بكل قطرة من قطرات وضوئه أو غسله ملكا يسبح الله ويقدسه ويهلله ويكبره ويصلى على محمد واله الطيبين وثواب ذلك لهذا المتوضئ ثم يأمر الله بوضوئه وغسله ويختم عليه بخاتم من خزانة رب العزة * (والتاسعة) * من سنن الوضوء ان يبدء الرجل بغسل ظاهر ذراعيه في الغسلة الأولى وفي الثانية بباطنهما والمرأة بالعكس لما رواه
(١٩٩)