فواصل كبيرة بين مواقف وتصرفات هؤلاء، وبين تصرفات ومواقف الرجل الأول والمثال، فهي وإن اختلفت كمية وشكلا، ولكنها لا تختلف مضمونا وهدفا.
3 - إرادة دفن هذا الدين، والقضاء عليه نهائيا، ما دام أنه يضر بمصالحهم، ويقف في وجه شهواتهم، وأهوائهم ومآربهم، إلا في الحدود التي لا تضر في ذلك كله، بل تبرره وتقويه، وترفده وتنقيه.
4 - الحصول على بعض ما يرضي غرورهم، ويؤكد شوكتهم وعزتهم، ويظهر قوتهم وجبروتهم.
5 - عدم وجود قناعة كافية لدى الكثيرين منهم بأن محمدا (ص) نبي مرسل حقا، وقد صرح بذلك أمير المؤمنين " عليه السلام " (1).
وهو أيضا ما عبر عنه يزيد الفجور والخمور صراحة بقوله، حين تمثل بشعر ابن الزبعري:
لعب هاشم بالملك فلا * خبر جاء ولا وحي نزل وقد غنى ابن عائشة هذه الأبيات أمام الوليد، فقال له:
أحسنت والله، إني لعلى دين ابن الزبعري يوم قال هذا الشعر (2).
وقال الوليد بن يزيد:
تلعب بالخلافة هاشمي * بلا وحي أتاه ولا كتاب فقل لله يمنعني طعامي * وقل لله يمنعني شرابي (3)