يا بن رسول الله لم سمي النبي الأمي؟ قال: ما يقول الناس؟ قلت: يزعمون إنما سمي الأمي لأنه لم يكتب، فقال: كذبوا عليه لعنهم الله أنى يكون ذلك والله تبارك وتعالى يقول: في محكم كتابه «هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة» فكيف يعلمهم ما لا يحسن؟! والله لقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقرأ ويكتب باثنين وسبعين لسانا، وإنما سمي الأمي لأنه كان من أهل مكة ومكة من أمهات القرى، وذلك قول الله تعالى في كتابه «لتنذر أم القرى ومن حولها» (1).
وفي رواية اخرى في الكتاب المشار إليه عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): إن النبي (صلى الله عليه وآله) كان يقرأ ويكتب ويقرأ ما لم يكتب (2).
(و) اعلم أنه قد مضى ما دل على أنه (لا ينعقد) القضاء (للمرأة) فلا وجه للإعادة.
(وفي انعقاده للأعمى تردد) ينشأ من عدم نفوذ شهادته في بعض القضاء والقاضي ينفذ شهادته مطلقا، وافتقاره إلى مشاهدة الغرماء للحكم على أعينهم، وإن البصر طريق إلى المحسوسات التي يحتاج القاضي. ومن أن شعيبا (عليه السلام) كان أعمى، وقد كان نبيا، والبصر يقوم مقامه شاهدان.
(والأقرب) الأشهر، كما في المسالك (3) والروضة (4) وشرح الشرائع للصيمري (5)، بل عليه عامة من تأخر (أنه لا ينعقد) له القضاء، لا لما ذكر في توجيهه لقصوره بجميع أقسامه عن إفادة الحكم على وجه يطمئن به،