تفسير القرآن الكريم - السيد مصطفى الخميني - ج ٣ - الصفحة ١٥٥
الصدور) * (1).
وفي " الأقرب " وغيره: أنه قد يطلق القلب على العقل، ومنه: * (إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب) *، أي عقل، جمعه: قلوب (2). انتهى.
وفي الراغب: قلب الإنسان، قيل: سمي به لكثرة تقلبه (3). انتهى.
وقيل: قلما تستقر على حال، وتستمر على منوال، فهي متقلبة في أمره، ومنقبلة بقضاء الله وقدره. وفي الحديث: " إن القلب كريشة بأرض فلاة تقلبها الرياح ".
قد سمي القلب قلبا من تقلبه.
فاحذر على القلب من قلب وتحويل.
وقيل: سمي قلبا لأنه لب، كما يسمى العقل لبا (4).
أقول: لا شبهة في أن ما هو الموضوع له - حسب التبادر اللغوي - هو المعنى الجسماني، ومن الأعيان الخارجية المادية الموجودة في جوف كل حيوان متحرك بالحركات الدموية، ولا يختص به الإنسان، ولأحد دعوى وجوده في جميع الحيوانات المتحركة بالحركات الإرادية، إلا أنه ليس جسما صنوبريا في صدر كل حيوان، ولا تكون هذه القيود داخلة في الموضوع له وإن كان يظهر من اللغة، إلا أنه في موقف توضيح ذلك الجسم، لا في موقف بيان ما هو الموضوع له حقيقة، فإنه - حسب

١ - انظر أقرب الموارد ٢: ١٠٢٨.
٢ - أقرب الموارد ٢: ١٠٢٨.
٣ - المفردات في غريب القرآن: ٤١١.
4 - روح المعاني 1: 125.
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 149 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست