الساق والقدم، وهو قول محمد بن الحسن، وكان الأصمعي يختار هذا القول، ثم قال:
حجة الإمامية أن اسم الكعب يطلق على العظم المخصوص الموجود في أرجل جميع الحيوانات، فوجب أن يكون في حق الانسان كذلك " ومثله كلام صاحب الكشف وكلام النيشابوري، ثم نقل جملة من كلام علماء التشريح.
وعورض بأن ابن الأثير قال - بعد ذكر الكعب بالمعنى الذي عليه العامة - ما لفظه: " وذهب قوم إلى أنهما العظمان اللذان في ظهر القدم، وهو مذهب الشيعة، ومنه قول يحيى بن الحرث: رأيت القتلى يوم زيد بن علي فرأيت الكعاب في وسط القدم " ومثل ذلك نقل عن صاحب لباب التأويل، ونقل الشهيد في الذكرى عن العلامة اللغوي عميد الرؤساء أنه صنف كتابا في تحقيق معنى الكعب وأكثر فيه من الشواهد على أن الكعب هو الناشز في ظهر القدم أمام الساق حيث يقع معقد الشراك من النعل، ويظهر من الصحاح أن ذلك قول أكثر الناس، حيث قال: " وأنكر الأصمعي قول الناس أنه في ظهر القدم " وقال في الذكرى أيضا: " ومن أحسن ما ورد في ذلك ما ذكره أبو عمرو الزاهد في كتاب فائت الجهرة، قال: اختلف الناس في الكعب، فأخبرني أبو نصر عن الأصمعي أنه الناتي في أسفل الساق عن يمين وشمال، وأخبرني سلمة عن الفراء قال هو في مشط الرجل وقال هكذا برجله، قال أبو العباس فهذا الذي يسميه الأصمعي الكعب هو عند العرب المنجم، قال: وأخبرني سلمة عن الفراء عن الكسائي قال قعد محمد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) في مجلس كان له وقال: ههنا الكعبان قال فقالوا هكذا فقال: ليس هو هكذا ولكنه هكذا وأشار إلى مشط رجله، فقالوا له: أن الناس يقولون هكذا فقال: لا، هذا قول الخاصة وذاك قول العامة " انتهى.
وأنت خبير بأن المعنى الثالث - من المعاني التي ذكرها شيخنا البهائي وهو الذي ادعى أنه مراد العلامة لم يذكر في كلام أحد من أهل اللغة وإن ذكره جملة من علماء العامة ونسبوه إلى الشيعة كما نقله، وذكره علماء التشريح أيضا. وما توهمه من عبارة