تخصيص النص:
لم أوفق إلى أن أجمع بين يدي غير مطبوعتين من مطبوعات السنن، إحداهم مطبوعة بمصر بالمطبعة العلمية سنة 1313 هجرية. وعليها حاشية الامام أبى الحسن محمد بن عبد الهادي الحنفي نزيل المدينة المنورة.
المتوفى سنة 1138 هجرية، المعروف بالسند.
وقد نقل بها غالب ما يحتاج إليه من كتاب زوائد ابن ماجة للحافظ الحجة العلامة أحمد بن أبي بكر البوصيري.
وهذه النسخة لم يراع فيها شئ من الدقة، لا في تحرى صحة المتن ولا في أسماء رجال السند، ولم أنتفع منها إلا بما نقلة السندي في حاشيته عن كتاب الزوائد للبوصيري، وما شرحه هو من بعض غريب الحديث، وليس لها مزية غير كونها هي النسخة التي اعتمد عليها في ترقيم كتبها وأبوابها واضعو كتابي (مفتاح كنوز السنة والمعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي).
والمطبوعة الثانية طبعت عام 1847 ميلادية: نصفها في المطبع الفاروقي في الدهلي بالهند بتصحيح مولانا مولوي محمد طاهر، والنصف الآخر في مطبع مجتبائي في الدهلي بالهند بتصحيح مولوي عبد الأحد.
وعليها حاشيتان: إحداهما مصباح الزجاجة للحافظ جلال الدين السيوطي. والأخرى إنجاح الحاجة لمولى عبد الغني الدهلوي النقشبندي.
وإذا ضممنا الحواشي الثلاث إلى المتنين حصل لنا من ذلك ما يكاد يعتبر خمس نسخ من سنن ابن ماجة.
وقبل أن أشير إلى قيمة هذه المطبوعة في نفسي يجمل بي أن أورد ما قرره أستاذنا السيد الإمام محمد رشيد رضا منشئ المنار، في تقديمه لكتابي (مفتاح كنوز السنة) الذي نشرته عام 1934 م. قال:
" ولولا عناية إخواننا علماء الهند بعلوم الحديث في هذا العصر - لقضى عليه بالزوال من أمصار الشرق.
فقد ضعف في مصر والشام والعراق والحجاز منذ القرن العاشر للهجرة، حتى بلغ منتهى الضعف في أوائل هذا القرن الرابع عشر ".
لهذا كانت هذه المطبوعة الهندية أولى بالثقة عندي من تلك المطبوعة المصرية، على أنى لم أثبت كلمة واحدة منها إلا بعد التثبت من صحتها والمراجعة عنها في مظانها من كتب السنة وغريب الحديث.
أما رجال السند فكان معتمدي في تحقيق أسمائهم على كتب الرجال.
وإني أعتقد أنى لم أدع بابا من أبواب التوثق والتحقيق والضبط إلا طرقته وولجته.
وأرجو أن تكون هذه الطبعة أصح ما ظهر إلى الان من سنن ابن ماجة.
وقد اعتمدت في تقييدها بالشكل الكامل على أصول الرواية الحديثية، مما يتعارض بادئ ذي بدء والقواعد الأولية للغة العربية، من مثل إثبات النون في الافعال الخمسة بعد الناصب أو الجازم، وحذفها