(أما بعد) فإني أحمد الله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
وأصلي وأسلم أزكى صلاة وأبركها وأطيبها على سيدنا ومولانا (محمد بن عبد الله) رسول الله وخاتم النبيين.
الذين خاطبه الله عز وجل بقوله 12 / 108 (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين).
وعلى آله وصحبه أجمعين.
الذين أمرهم الله عز وجل بأمره، من فوق سبع سماواته بقوله 22 / 78) وجهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفى هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير).
هذا ولما تضاربت أقوال أئمتنا في قيمة هذه السنن ومنزلتها من الكتب الخمسة التي اعتمدها المحدثون - رأيت أن أهم ما أعني به، حين تقديما للقراء، هو تحقيق القول في قيمتها وفى منزلتها.
ولا يكون ذلك إلا بالإحصاء الدقيق لعدد أحاديثها، ثم تمييز ما انفردت به من الأحاديث، وذلك بتقسيمه إلى أحاديث صحيحة الاسناد ثقات الرجال، وإلى أحاديث حسنة الاسناد، وأحاديث ضعيفة، وأحاديث واهية الاسناد أو منكرة.
وما كان يمكن أن أصل إلى غرضي على الوجه الحق إلا حين إعدادها للطبع، فأرقم الأحاديث ترقيما مسلسلا وأثبت عقب كل حديث من الأحاديث الزوائد، قيمته حسب الأقسام الأربعة المبينة قبل، بكل ريث وطمأنينة، فلا ترهقني عجلة ولا إسراع.
ولقد وقعت جملة أحاديث السنن في 4341 حديثا.
من هذه الأحاديث 3002 حديث أخرجها أصحاب الكتب الخمسة كلهم أو بعضهم.
وباقي الأحاديث وعددها 1339 هي الزوائد على ما جاء بالكتب الخمسة.
وبيان الزوائد:
428 أحاديث رجالها ثقات، صحيحة الاسناد.
199 أحاديث حسنة الاسناد.