$ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ $ متضادين فمن كان عنده فليأتني لأؤلف بينهما. (1) هذا، ثم مثل له جمع منهم بحديث " لا عدوى ولا طيرة " (2) مع حديث " فر من المجذوم فرارك من الأسد " (3) وكلاهما في الصحيح.
وأنت خبير بما فيه؛ فإن ظاهر عبارتهم أنهما حديثان، وليس كذلك؛ لأنهما في حديث واحد في صحيح البخاري.
وقال بعضهم في مقام الإتيان بالمثال: وذلك كحديث " لا عدوى ولا طيرة ولا هامة و لأصفر " فقال أعرابي: يا رسول الله، فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيخالطها البعير الأجرب فيجربها؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " فمن أعدى الأول؟! " مع حديث " لا يورد ممرض على مصحح " وفي رواية " لا يوردن ذو عاهة على مصح " الحديث. (4) قيل في وجه الجمع بينهما: " إن هذه الأمراض لا تعدى بطبعها، لكن الله تعالى جعل مخالطة المريض بها للصحيح سببا أعدائه مرضه. ثم قد يتخلف ذلك عن سببه كما في غيره من الأسباب " (5) هذا.
وقيل أيضا: " والأولى في الجمع بينهما أن يقال: إن نفيه (صلى الله عليه وآله) العدوي باق على عمومه، وقد صح قوله (صلى الله عليه وآله): " لا يعدي شيء شيئا " وقوله (صلى الله عليه وآله) لمن عارضه بأن البعير الأجرب يكون في الإبل الصحيحة فيخالطها فيجرب، حيث رد عليه بقوله: " فمن أعدى الأول؟! " يعني: أن الله تعالى ابتدأ بذلك في الثاني كما ابتدأه في الأول.
وأما الأمر بالفرار من المجذوم فمن باب سد الذرايع والوسائل؛ لئلا يتفق للشخص الذي يخالطه شيء من ذلك بتقدير الله تعالى ابتداء إلا بالعدوى المنفية،