وعبد الرحمن فلم يكلم أحدهما صاحبه حتى مات (1).
أقول: إن شئت أن يتضح لك مظلومية علي عليه السلام وتألمه وتأثره من هذه الشورى فلاحظ ما قاله في شأنها فإنه قال: (فصبرت على طول المدة وشدة المحنة، حتى إذا مضى لسبيله جعلها في جماعة زعم أني أحدهم، فيالله وللشورى، متى اعترض الريب في مع الأول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر؟ لكني أسففت إذ أسفوا، وطرت إذ طاروا، فصغا رجل منهم لضغنه، ومال الاخر لصهره مع هن وهن (2).
وقال عليه السلام - أيضا: (كنت في أيام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كجزء من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ينظر إلي الناس كما ينظر إلى الكواكب في أفق السماء، ثم غض الدهر مني فقرن بي فلان وفلان، ثم قرنت بخمسة أمثلهم عثمان، فقلت: وا ذفراه، ثم لم يرض الدهر لي بذلك حتى أرذلني فجعلني نظيرا لابن هند وابن النابغة، لقد استنت الفصال حتى القرعى (3).
وقال عليه السلام في كتاب له إلى معاوية: (فيا عجبا للدهر إذ صرت يقرن بي من لم يسع بقدمي ولم تكن له كسابقتي التي لا يدلي أحد بمثلها إلا أن يدعي مدع ما لا أعرفه ولا أظن الله يعرفه، والحمد لله على كل حال (4).
وعجبا من قوم قاسوا أبا الحسن المظلوم عليه السلام الذي هو نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعديل القرآن بأوغاد الناس كأن في آذانهم وقرا ولم يسمعوا قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في