فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم * فكيف بهذا والمشيرون غيب وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم * فغيرك أولى بالنبي وأقرب وكان عليه السلام كثيرا ما يقول: واعجبا! تكون الخلافة بالصحابة، ولا تكون بالقرابة و الصحابة؟! (1).
12 - قال سليم بن قيس: (إنه أغرم عمر بن الخطاب في بعض السنين جميع عماله أنصاف أموالهم سوى قنفذ. قال سليم: انتهيت إلى حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليس فيها إلا هاشمي، غير سلمان وأبي ذر والمقداد ومحمد بن أبي بكر وعمر بن أبي سلمة وقيس بن سعد بن عبادة، فقال العباس لعلي عليه السلام: ما ترى عمر منعه أن يغرم قنفذ كما أغرم جميع عماله؟ فنظر علي عليه السلام إلى من حوله، ثم اغرورقت عيناه، ثم قال: نشكو - إلى أن قال: - فماتت وفي عضدها أثره كأنه الدملج (2).
أقول: بأبي وأمي، من لا يتمكن من التكلم حتى ينظر أطرافه، فهذا أظهر آية المظلومية والاستضعاف.
13 - قال المحدث القمي رحمه الله: (ومما ذكرناه ظهر شدة مصيبة أمير المؤمنين عليه السلام و عظم صبره، بل يمكن أن يقال: إن بعض مصائبه أعظم مما يقابله من مصيبة ولده الحسين عليه السلام الذي يصغر عند مصيبته المصائب، فقد ذكرت في كتاب المترجم بنفس المهموم في وقايع عاشورا عن الطبري أنه حمل شمر بن ذي الجوشن حتى طعن فسطاط الحسين عليه السلام برمحه ونادى علي بالنار حتى أحرق هذا البيت على أهله، قال: فصاح النساء وخرجن من الفسطاط، فصاح به الحسين عليه السلام: يا ابن ذي الجوشن! أنت تدعوا بالنار لتحرق بيتي على أهلي؟ أحرقك الله بالنار.