عمرو بن العاص قديما في خلافة عمر بن الخطاب ثم أذكرناه الان به فأعاده، إنه يزعم أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (يلتقي أهل الشام وأهل العراق وفي إحدى الكتيبتين الحق وإمام الهدى ومعه عمار بن ياسر). فقال أبو نوح: نعم، والله إنه لفينا، قال: نشدتك الله أجاد هو على قتالنا؟ قال أبو نوح: نعم، ورب الكعبة، لهو أشد على قتالكم منى، ولوددت أنكم خلق واحد فذبحته وبدأت بك قبلهم....
قلت: وا عجباه من قوم يعتريهم الشك في أمرهم لمكان عمار ولا يعتريهم الشك لمكان علي عليه السلام، ويستدلون على أن الحق مع أهل العراق بكون عمار بين أظهرهم ولا يعبئون بمكان علي عليه السلام، ويحذرون من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (تقتلك الفئة الباغية) ويرتاعون لذلك، ولا يرتاعون لقوله صلى الله عليه وآله وسلم في علي عليه السلام: (اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه) ولا لقوله: (لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق)، و هذا يدلك على أن عليا عليه السلام اجتهدت قريش كلها من مبدأ الأمر في إخمال ذكره و ستر فضائله وتغطية خصائصه حتى محى فضله ومرتبته من صدور الناس كافة إلا قليلا منهم (1).
18 - وقال - أيضا: (في شكواه وتظلمه عليه السلام من قريش قال عليه السلام: (اللهم إني أستعديك على قريش، فإنهم أضمروا لرسولك صلى الله عليه وآله وسلم ضروبا من الشر والغدر، فعجزوا عنها وحلت بينهم وبينها، فكانت الوجبة بي والدائرة علي، اللهم احفظ حسنا وحسينا، ولا تمكن فجرة قريش منهما ما دمت حيا، فإذا توفيتني فأنت الرقيب عليهم، وأنت على كل شئ شهيد (2).
19 - وقال له قائل: يا أمير المؤمنين! أرأيت لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترك ولدا